التربية الصحيحة للأبناء في سن المراهقة


في فترة ما في عمر أبنائنا نجد أننا نواجه مشكلة وحيرة في طريقة التعامل مع أبنائنا والطريقة الصحيحة لتربيتهم ونحتار في أفضل الوسائل التي ننصح بها أبنائنا هل هي الشدة أم اللين أم كلاهما وخاصة عند القرب من مرحلة المراهقة ففي هذه السن  يبدأ الأبناء في التعرض أكثر للعالم الخارجي بكافة الوسائل سواء من خلال الصداقات العادية في المدرسة والجامعة والنادي أو من خلال الانترنت وهو الأبرز والأخطر ، وفي النقاط التالية سوف نعرض بعض الحلول أو النقاط التي يمكن أن تساعدك في التعامل مع الابناء في سن المراهقة

أولاً / اكسب ابنائك واحتضنهم

قبل أن تبادر  بعقاب ابنك يجب ان تتقرب منه وتصاحبه وتجعله يثق بك حتى يبدأ تدريجياً بالإطمئنان لك فيحكي لك تفاصيل حياته وما يجري معه في الخارج بدلاً من أن تجد ابنك عبارة عن لغز غامض لا تفهمه ولا تدري ما يجري معه في الخارج ومن هم أصدقائه ، ففي هذا السن لم يعد ابنك الطفل الذي يخشى إبتعاد والديه عنه بل هو يشعر أنه قد كبر ويحتاج أن يكون له قرار وحياة خاصة فلتكن دومًا سندًا وصديقًا له ولا تعامله معاملة الطفل الصغير بل اجعله يشعر اكثر بقدره وذاته .

ثانياً / اجعل نفسك مثلاً أعلى لأبنائك

يجب أن يرى الأبناء أن آبائهم هم المثل الأعلى لهم وهم الأكثر خبرة واحتراماً واخلاقاً من غيرهم فمثلا نجد في بعض الأوقات الأب يخطيء ويرتكب الأخطاء ثم يعاقب ابنه إذا فعل نفس الشيء , أو تجد مثلًا أب يحكي أمام أبنائه عن نزواته ومغامراته في سن المراهقة  فبهذا الفعل يجعل ابنه يتشتت نفسيا فكيف يعاقبه والده على الخطأ وهو يفعله كيف يطيعه وكيف يستطيع أن يميز بين الخطأ والصواب وكيف يكون أباه المخطيء مثلًا اعلى له .

ثالثاً / ربي ابنك على الأخلاق والدين

إن غرس القيم والأخلاق والمباديء الحميدة في نفوس الأبناء يجعل منهم أبناء صالحين أسوياء يخافون الله في كل أفعالهم ويبتعدون عن المعاصي والفواحش ، ويجب أن يتربى الأبناء منذ الصغر على ذلك فمحاولة تصليح التربية الغير صحيحة التي كانت منذ الصغر تكون صعبة جداً في هذه المرحلة من العمر ، والتربية السليمة على الدين والأخلاق تحمي أبنائك من الضياع والإنفلات  عند الوصول لسن المراهقة ، ولكن عليك حتى ولو لم تبدأ معهم منذ الصغر أن تجتهد أكثر لتعرفه بتعاليم الدين كأن تصطحبه معك مثلًا للدروس الدينية و لصلاة الجماعة وأن تصلوا جميعًا سويًا وتجعله يعتاد على ذلك وأن تفعل الخير أمام عينيه فيلاحظ ويتعلم من أفعالك الطيبة .

رابعاً / اجعل ابنك يثق بنفسه واجعل له رأي

من الأمور المهمة في هذه المرحلة هي أن تجعل ابنك يثق بنفسه فتطلق له الحرية في أن يعبر عن رأيه  ولا تنتقده بصفه مستمرة بل وخذ رأيه في بعض الأمور واستمع له جيداً لتجعل من ابنك شخصاً واثقًا في نفسه ذو شخصية مستقلة يستطيع أن يواجه العالم الخارجي دون مساعدة وبطريقة صحيحة بعيدة عن التهور فمن المعروف أن الأبناء في سن المرحلة يبدأون بالشعور بأن لهم ذات خاصة ورأي مستقل .

خامساً / شارك ابنك إهتماماته وكن معاصراً للتكنولوجيا

من الأمور المهمة أيضًا في هذا السن  ألا تجعل أبنائك يعتقدون أنك بعيد تماماً عن كل ماهو جديد في التواصل عبر الإنترنت وكل ماهو جديد كوسائل التواصل الاجتماعي فيجب أن تصادق ابنك كجميع أصدقائه على الفيس بوك مثلًا أو الواتس آب أو غيره فبذلك تستطيع أن ترى وتحيط بكل ما يفعلوه أبنائكم وسيكونوا سعداء حينما يجدون آبائهم قريبون منهم في الفكر .

سادساً / خصص بعض الأوقات للتجمع العائلي بعيدًا عن الانترنت والتواصل الخارجي

يجب أن تتفق مع ابنائك بشكل لطيف على أن يكون هناك وقتًا تجتمع فيه الأسرة أو العائلة يتحدثون ويضحكون ويلعبون دون أن يكون هناك أي شيء يشغل أي شخص منهم عن هذا الجو العائلي الجميل كالتحدث مع الأصدقاء على الانترنت أو غيره فيلتزم الجميع بهذا الشيء ولكن بأسلوب جميل ولطيف وليس على سبيل الإجبار أو السيطرة فهذا الأمر يساعدهم أكثر في الشعور بالإنتماء والحب تجاه الأسرة .

وأخيرًا فإن مرحلة المراهقة من المراحل الجميلة حيث تجد ابنك أو إبنتك قد كبروا أمامك وانتقلوا لمرحلة أخرى ولكن مرحلة المراهقة أيضًا من المراحل الخطيرة ففي هذا السن حيث تتغير طريقة تفكير الأبناء وتتغير رغباتهم فيجب أن تكون مستعدًا لهذه المرحلة قبل أن يبلغها أولادك وأن تقرأ كثيرًا عن الطريقة الصحيحة للتعامل مع الأبناء وتربيتهم في هذا السن حتى يعبروا هذه المرحلة بسلام .

مواضيع تهمك