كيفية التحكم في سرعة الغضب ؟

كيفية التحكم في سرعة الغضب


من المعروف أن الإنسان حين يغضب فإن غضبه يدفعه لفعل أشياء غير صحيحة ، وربما يتسبب في جرح أشخاص قريبين منه ، ويقول لهم كلام غالبًا ما يندم عليه فيما بعد عندما يفوق من غضبه الشديد .

وللأسف غالباً مايتكرر مع هذا الشخص ذلك الغضب كثيرًا ويكرر أفعاله وأقواله السيئة ، فالغضب الشديد غالباً ما يتسبب في فشل علاقات وقطع صلات قوية .

فالغضب يغطي العقل ، مما يجعل الشخص لا يدري ما خطورة ما يفعله الا بعد أن يفيق ويكتشف أنه وقع في مشكلة بسبب سرعة الغضب.

ولم يغفل ديننا الإسلامي هذا الأمر المهم وذكر علاجه في كتاب الله وعلى لسان نبينا صلى الله عليه وسلم .

أولًا / التحكم في الغضب

فعلى الشخص سريع الغضب أن يحاول أن يبحث عن كل الطرق والوسائل للتخلص من هذا السلوك .

فالغضب هو في الاساس نزغة من نزغات الشيطان ولنتذكر قول الله تعالى : وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) .

ففي هذه الآية الكريمة يقصد الله تعالى بالكاظمين الغيظ الأشخاص اللذين يكتمون غضبهم وهم قادرون على إظهاره .

ويقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضًا : ما من جرعةٍ أعظم أجراً عند الله من جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله.

وروي أيضًا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره الله من الحور العين ما شاء.

ثانيًا / الاستعاذة من الشيطان الرجيم

قال صلى الله عليه وسلم : إذا غضب الرجل فقال أعوذ بالله ، سكن غضبه . صحيح الجامع الصغير رقم 695 .

ويتضح من قول رسول الله أن الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم تهديء الغضب والإنفعال الشديد.

ثالثًا / السكوت وتغيير الحال للشخص سريع الغضب

السكوت

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا غضب أحدكم فليسكت ) .

فمن المعروف كما ذكرنا أن الشخص حين يغضب فهو يخرج عن شعوره وينطق بما لا يسر ولا يناسب من الكلام السيء ، والأفضل له في حالة الغضب الشديد هذه أن يسكت فورًا حتى لا يتسبب في تفاقم المشاكل .

تغيير الحال

جاء من حديث أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال : (إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع) .

والحكمة من هذا الحديث أن الشخص عندما يغضب فربما يضرب أو  يؤذي أشخاص وهو لا يعي ولا يدرك خطورة ذلك ، فإذا جلس أصبح استعداده لمثل هذه الأفعال السيئة أضعف .

وأخيرًا يجب أن نعلم أن الشخص الذي كتم غضبه هو شخص ذو شخصية قوية وليس ضعيف ، فالذي يستطيع أن يتحكم في أفعاله ويسامح ويعفو هو بالتاكيد عند الله أفضل .

ولنتذكر قول الله تعالى : (فمن عفا وأصلح فأجره على الله) .

مواضيع تهمك