السعادة الأسرية هدف يتمناه الكثير ويفتقده الكثير , فلا شك أن عدم الاستقرار يؤثر على كامل الأسرة وبالأخص على الأولاد وعلى سلوكهم وشخصيتهم ، ومع ذلك فإن الحل المثالي لتحقيق سعادة الأسرة وحل كل مشاكلنا الحياتية هو بين أيدينا ولا ندركه ألا وهو كتاب الله وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم ، فالإلتزام بالوجبات والحقوق التي فرضها علينا ديننا سيؤدي إلى الراحة الحياتية والسعادة الأسرية والرضا بين الطرفي ، ولذلك فهناك عدة عوامل رئيسية لاستقرار الأسرة وزيادة التفاهم بين الزوجين .
أولاً / المودة والألفة بين الزوجين
قال تعالى(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) 21الروم
فالزوجة هي ملاذ الرجل الذي يعود إليه بعد عودته من عمله ليجد معها الراحة والاستقرار ، وكذلك الزوج هو مصدر أمان زوجته وسندها ويجب أن يسعى كلًا منهما لإسعاد الآخر والحفاظ على المودة والألفة بينهم فهي من أسس استقرار وإسعاد كل أفراد الأسرة
ثانياً / حث كلاً منهما الآخر على العبادات
قال تعالى : وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ (132) طه
لا شك أن الالتزام بالعبادات وتحقيق رضىا الله تعالى من أهم أسباب استقرار الأسر وتحقيق السعادة الأسرية فإذا قصر أحدهما في أداء العبادات على الآخر أن ينصحه بحب وإخلاص ، وأيضاً التعاون على الإلتزام بالأذكار والتسبيح , فالبيت الذي يسكنه الإيمان لا يدخله الشيطان .
ثالثاً / التعاون في تحمل المسؤليات
لكلاً من الزوجين دور في الأسرة ومن أسرار النجاح والأستقرار الأسري وتحقيق السعادة بينهم هو التعاون المتبادل في تحمل المسئوليات وألا يثقل أيهما على الآخر بالطلبات وبما لا طاقة له به ، فتساند الزوجة زوجها لتعينه على أعباء الحياة والمعيشة ، وأيضاً يساند الزوج زوجته في أعباء المنزل وتربية الأولاد ولا يتركها تتحمل هذه المسئولية وحدها
والنبي صلى الله عليه وسلم كان أعظم مثال لمساندة الزوج لزوجته ورفقه بها.
فقد روي عن السيدة عائشة في أكثر من رواية أنه صلى الله عليه وسلم كان في خدمة أهل بيته. فقد سئلت عائشة ما كان النبي (صلى الله عليه وسلم ) يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله (أي خدمة أهله) (رواه البخاري). وفي حادثة أخرى أن عائشة سئلت عما كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) يعمل في بيته؟ قالت: “كان يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم”
رابعاً / مشاركة الرأي والمشورى
من المعروف أيضاً أن من أهم أسباب استقرار وسعادة الأسرة أن يستشير الزوجين بعضهما في أمورهما ، فلا يقدم أحدهما على اتخاذ أي قرار يخص الأسرة دون علم الأخر وإستشارته .
فمن المعروف أن الشورى أحد مناهج ديننا الإسلامي فقد قال تعالى: وأمرهم شورى بينهم ( 42) سورةالشورى