تطرقت الأبحاث الجديدة إلى من الذي يُعد على حافة الإصابة بالاكتئاب من كثرة الفيس بوك
-تعد متلازمة “القلق أو الخوف المتزايد الناتج عن فقد بعض التجمعات الاجتماعية”-وتدعى أيضا “FOMO”. وهي واحدة من التجارب الحياتية المتعارف عليها عند علماء النفس منذ سنوات عديدة “بالخطر القوي” النابع من استخدام الفيس بوك.
-فعندما تكون بمفردك في مساء يوم السبت، وتقوم بتفقد أصدقائك على الفيس بوك؛ لترى ما يقوموا به من أنشطة وتجد أنهم يقيمون حفلًا وأنت لم تُدعى لهذا الحفل، سيصيبك مثل غصة بداخلك ثم سوف تُثار الأسئلة:
لماذا لم يدعوني أحد إلى هذا الحفل. حيث كنت أظن أنني لدي شعبية وجزء لا يتجزأ من هذه الشريحة من الأصدقاء. كم عدد المناسبات التي فاتتك لأن أصدقائك المفترض أن يدعوك لم يرغبوا بتواجد معهم. بناء على ذلك ستجد نفسك مشغول البال. وغالبا سترى ثقتك بذاتك تنحدر أكثر فأكثر؛ لاستمرارك في البحث عن أسباب لتلك التجاهل.
هل يوجد حقًا ما لم يُعجب أصدقائي بي؟
- فيعد دائمًا التهميش بمثابة مساهم محتمل للشعور بالإحباط وتدني احترام الذات عبر فترات بعيدة. ولكن وسائل التواصل الاجتماعي أصبح لديها الآن الإمكانية لقياس عدد المرات التي تم تهميشك فيها من قائمة المدعوين.
- وفي هذا الصدد ومع خطورة هذا على العقل. أصدرت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال تحذيرًا بأن الفيس بوك من المحتمل أن يكون بمثابة عامل محفز على الاكتئاب في الأطفال والمراهقين. بالإضافة إلى الأفراد شديدي الحساسية بالنسبة للرفض الاجتماعي.
فوفقًا لعام 2017 صرح دكتوريين (Tak Sang وHau Yin Wan) بجامعة هونج كونج:
أن مشروعية هذا الادعاء تثير التساؤلات. حيث يعتقدوا أن ربما لا يوجد “اكتئاب فيسبوكي” على الإطلاق. كما أن من الممكن العلاقة بينهما-الاكتئاب والفيس بوك- قد تذهب في الاتجاه المعاكس. وذلك لأن يعد استخدام الفيس بوك مرتبط بارتفاع الرضى النفسي وليس بتدنيه.
وبناء على ما أوضحه المؤلفون سابقًا، يبدو أن من المحتمل أن تكون العلاقة بين الفيس بوك والاكتئاب تميل إلى التعقيد. كما ويضاف إلى الطابع المختلط لاستنتاجات الأدب:
- احتمالية أن تلعب شخصية الفرد دور حيوي في تحديد مدى تعقيد العلاقة بين الفيس بوك والاكتئاب.
- فالأمر يتبلور في الاعتماد على شخصية الفرد. فربما تقوم بتحليل منشورات أصدقائك بطريقة تختلف عن الطريقة التي يقوم بها شخص آخر. وبدلًا من الشعور بالإهانة أو الرفض عندما ترى منشورات الحفل التي لم يتم دعوتك عليه. ربما تكون سعيد لأن أصدقائك استمتعوا بوقتهم. وذلك بالرغم من عدم تواجدك في الحفل ومشاركتهم هذا الحدث الخاص.
- وإذا كنت غير مؤمنًا حول إلى أي مدى أنت محبوب من قبل الآخرين، سوف تلاحظ أن النشر أصبح كضوء غير ملائم. وأيضًا ستراه كحالة من النبذ.
كما أن سمات شخصية الفرد التي يعتقد مؤلفي هونج كونج أنها ستلعب دور أساسي هي العصابية أو النزعات المزمنة التي تؤدي إلى القلق البالغ، والشعور بالغضب والشعور بانعدام الأمن المتزايد. بالإضافة إلى أن العديد من الدراسات المسبقة حققت في دور العصابية، الذي يسبب ارتفاع هذه السمة لدى مستخدمي الفيس بوك، كمحاولة منهم لتقديم أنفسهم عادة بصورة جميلة تشمل تصوير أو توصيف النفس البشرية بصورة فيزيائية.
- كما أن الأفراد العصبيين للغاية، من المحتمل أن يتتبعوا التحديثات التي قام بها الآخرين على صفحة الفيس بوك الخاصة بهم بدلًا من نشر حالتهم.
- كما يوجد أيضا صفتان نفسيتنا مرتبطتان بالفيس بوك وهما: الحسد والمقارنة الاجتماعية، فكلًا منهما ذات صلة بالتجارب السيئة التي من المحتمل أن يخوضها الأفراد على الفيس بوك، بالإضافة إلى العصابية، يسعى كل من Chow وWan إلى التحقيق في أثر هاتين الصفتين على العلاقة بين الفيس بوك والاكتئاب.
“أشعر بالضغط البالغ من الأفراد ذو المظهر المثالي”
- وبناء على ذلك تم أخذ عينة من المشتركين عبر شبكة الإنترنت.حيث تم تجميعها من حول العالم. و تتألف من 282 بالغًا وتتراوح أعمارهم من 18 إلى 73(متوسط العمر 33). كما أن ثلثي العينة من الرجال ويمثلوا خليط من مختلف الأعراق(51% قوقازيين). وفي إطار هذا الاستبيان أنهت العينة معايير قياس سمات الشخصية والاكتئاب.
- كما تم استجوابهم من أجل تقدير مدة استخدامهم للفيس بوك. وأيضًا عدد الأصدقاء والمشاركين إلى المدى الذي يوضح مشاركتهم في المقارنة الاجتماعية عبر الفيس بوك. وإلى أي مدى تعرضوا لتجارب مليئة بالمشاحنة. فمن أجل قياس المقارنة الاجتماعية، أعرب المشاركون قائلين “فإنني غالبًا أضع نفسي في مقارنة مع الآخرين عندما أقرأ آخر الأخبار الخاصة بهم أو عند فحص صورهم. وبناء على ذلك “أشعر بالضغط البالغ من الأفراد ذو المظهر المثالي”. كما اشتمل هذا الاستبيان الكاشف لغيرة الآخرين على بنود مثل “إنه بطريقة ما ليس من العدل أن يحصل بعض الأفراد على المتعة الكاملة”.
- هذا كان بالفعل ما قاله مجموعة من مستخدمي الفيس بوك بشراهة. وذلك في نطاق دقائق محدودة على الموقع من 0 إلى 600 بمتوسط 100 دقيقة يوميا.
- فالقليل يقضوا ساعتين في اليوم يقوموا خلالها بالتمرير عبر منشورات وصور أصدقائهم. كما أفاد أفراد العينة بأن لديهم عدد كبير من الأصدقاء-متوسط316-. كما أن مجموعة كبيرة من المشاركين-ما يقرب من الثلثي-كان لديهم أكثر من 1.000 صديقًا. وكان أكبر عدد من الأصدقاء تم ذكره في هذا الاستبيان هو 10.001. ولكن بعض المشاركين ليس لديهم أصدقاء على الإطلاق. فكانت نتائجهم في استبيان قياس العصابية والمقارنة الاجتماعية والغيرة والاكتئاب في المدى المتوسط في كل مقياس.
هل استخدام الفيس بوك والاكتئاب سيكون بينهم علاقة بشكل إيجابي؟
- هل استخدام هذه العلامة التجارية التابعة لوسائل التواصل الاجتماعي لمدة ساعتين من قبل المستخدمين ستكون أكثر احباطًا من المتصفحات القليلة التي تحوي أيضًا أنشطة أصدقائهم؟، الإجابة كانت-على لسان المؤلفين-بالتأكيد لا. حيث أنهوا حديثهم قائلين “في هذه المرحلة، إن هذا الحديث سابق للأوان أن يجزموا بأن قضاء الوقت على الفيس بوك سيؤدى إلى نتائج ضارة بالصحة النفسية أو العقلية.
- ومع ذلك توجد خطورة على الصحة العقلية بالنسبة للأفراد الذين يعانوا من العصابية المفرطة. بالإضافة إلى الأفراد الذين لديهم قلق بالغ ويشعروا بانعدام الأمن وعمًا يشعرون بالغضب، سيكونوا عرضة لظهور أعراض الاكتئاب المتزايدة.
- ونظرًا لأن هذه دراسة واحدة لاحظ المؤلفون أنه من المحتمل أن يكون الأفراد من ذوي العصابية المفرطة والذين يعانوا من اكتئاب بالغ أصبحوا من مهووسين الفيس بوك. وفي هذا الصدد فإن العلاقة بين الفيس بوك والاكتئاب لا تعتبر بمثابة مساواة في مسالة الأسباب لأن الأمر لم يستقر بعد بواسطة هذا التحقيق المحدد.
- وعندما يكون الأمر مفروغًا من أن أي نشاط عبر الإنترنت سيئ ، تصبح نتائج الدراسات العلمية ممتدة في الاتجاه لتلائم هذه المجموعة من المعتقدات، وكما هو الحال في ألعاب الفيديو. فإن هذه التفسيرات المتحيزة لا تحد فقط من البحث العلمي، ولكنها لا تأخذ بعين الاعتبار فوائد الصحة العقلية التي يمكن أن يعززها سلوك الأشخاص عبر الإنترنت.