إن اختيار شريك الحياة ليس بالأمر السهل أو البسيط إنما هو أمر شديد الأهمية لأن هذا الشخص الذي نبحث عنه سيظل شريك الحياة مدى العمر لذلك فيجب التأني في هذا الأمر واستخارة الله تعالى قبل الإقدام على اختيار شخص معين ، فالفطرة الطبيعية للإنسان توجب على الإنسان أن يتزوج ويرتبط بشخص أخر ، فكلاً من الشاب أو الفتاه يرغب في الإقتران بشريك حياة يرتبط به نفسياً وعاطفياً وجسدياً فكلاهما في إحتياج حتماً للأخر ، ولقد حثنا الله تعالى على الزواج
فقد قال الله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا. (سورة الروم 21)
وفي آية اخرى قال الله تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا. (الأعراف 189)
وقد حثنا الرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم على ضرورة الزواج ، فقال: يا مَعْشَرَ الشباب، مَن استطاع الباءة فليتزوَّج؛ فإنَّه أغضُّ للبصَر وأحصَنُ للفَرْجِ
ولكن قبل اختيار شريك الحياة و قبل الإقدام على الزواج يلزم التفكير في عدة أمور منها:
أولاً/ مسئولية الزواج
يجب أن يتأكد الشخص من رغبته الحقيقية في الزواج وأنه يستطيع أن يتحمل مسئولية هذا الزواج وأن هذا القرار ليس مجرد قرار عارض ناتج عن ضغط أو رغبة جسدية فقط فالزواج بجانب ذلك هو مسئولية ومستقبل وبناء جيل جديد
ثانياً / اختيار شريك الحياة المناسب
يجب أن تتأكد من أنك اخترت الشخص المناسب فالزواج هو سكن و مودة ورحمة ويجب أن تتأكد من أن الشخص الذي اخترته ستشعر تجاهه بالسكن والألفة والتفاهم وليس لمجرد وجود شخص ف حياتك أو إنجاب الأطفال
ثالثاً / أهم مواصفات شريك الحياة
يجب أن تتوافر في شريك حياتك أهم وأول الصفات وهي الأخلاق والدين فإذا عرف الرجل حقوق زوجته وواجباته نحوها التي أمره بها الله تعالى سيتقى الله في معاشرتها ولن يسيء لها ، وإذا عرفت المرأه أيضًا واجباتها تجاه زوجها وحقوقه عليها ستكسب قلبه ومحبته وتمتلكه وترضي الله أيضاً ، فالبيت الذي يبنى على طاعة الله لن يدخله الشيطان ولن يهدم أبداً
وقد حث رسول الله الرجل والمرأة على اختيار شريك الحياة بناء على تدينه وأخلاقه حين قال صلى الله عليه وسلم (إذا أتاكُمْ مَنْ ترضونَ خُلُقَهُ ودينَهُ فزوِّجُوهُ، إنْ لا تفعلُوا تكُنْ فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ عريضٌ)
وقال أيضًا : ( تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ : لِمَالِهَا ، وَلِحَسَبِهَا ، وَلِجَمَالِهَا ، وَلِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ ) .