هل التفكير يحرق السعرات الحرارية؟

دعنا نعيش معك يوم من حياتك اليومية:

• تقضي يوم الأحد مستريحًا على الأريكة، مختلسًا النظر للأخبار الاجتماعية، وتشاهد بعض البرامج الأجنبية.
• في يوم الاثنين، وهو يوم عمل يختلف هنا الروتين اليومي لك، حيث يتضمن عملك حلول مبتكرة للمشكلات، وبعض من الأنشطة العقلية التي تتميز بالصعوبة. وهنا يأتي السؤال: هل القدرات العقلية الإضافية التي تستخدمها في العمل تحرق كم من السعرات الحرارية أكثر من قضاء وقتك يوم الأحد مشاهدًا البرنامج التليفزيوني المفضل لك؟
• قال إيوان مكناي-عالم نفس والعلوم السلوكي العصبي بجامعة ألباني-:”الإجابة بالفعل هي نعم”.

يعتبر المخ على عكس جميع الأجزاء الأخرى من الجسد يعمل بطريقة حصرية معتمدًا على سكر الجلوكوز، كما أن الأنشطة المعرفية الشاقة تتطلب سكر الجلوكوز أكثر من الأنشطة البسيطة، وهذا هو ما أوضحه العالم مكناي:

• أضاف قائلًا:” أنك ستحرق سعرات حرارية أكثر بالفعل أثناء المهام المعرفية المكثفة أكثر من التي ستخسرها أثناء الاسترخاء لمشاهدة التليفزيون أو أيًا كان”.
• وأضاف قائلًا: ولكن في سياق متوسط الطاقة الشاملة للشخص التي يبذلها الجسد، فإن الاختلاف في السعرات الحرارية التي يحرقها الجسد من مهمة عقلية إلى أخرى يعد ضئيل للغاية.

ولكن لكي تفهم أكثر عن ذلك عليك بوضع السعرات الحرارية التي تحترق والخاصة بجمجمة الانسان في الاعتبار:

• أولًا: هذا يساعدك على تفهم كيف يحرق جسدك السعرات الحرارية.
• ثانيًا: لو لم تكن رياضي محترف، فأغلب السعرات الحرارية والطاقة التي يستخدمها جسدك ليس لديها الكثير لتفعله مع الحركة أو التدريبات الرياضية.
• ثالثًا: يجب أن تأخذ في الاعتبار وتتفهم أكثر ألا يوجد جزء في جسم الانسان يحتاج إلى طاقة مثل ما يحتاج المخ.

وأعرب دكتور ماركوس رايشل-بروفيسور متميز في كلية الطب في جامعة واشنطن-“مثل أي مستهلك طاقة، فإن المخ الذي نحمله يعد أكثر الأعضاء ذو قيمة غالية”، وبينما يمثل المخ فقط 2% من وزن جسم الشخص بالكامل، إنها تمثل 20٪ من استخدام الطاقة في الجسم، كما وُجد في بحث رايشل، وهذا يعني أن أثناء اليوم الشخص يستخدم 320 سعر حراري فقط من أجل التفكير.

وتتابعت أبحاث رايشل:

• ولكن إذا كنت تأمل في أن تفكر بأنك نحيف، أعرب رايشل أنك إذ سيء الحظ، فبينما يحرق المخ الكثير من الطاقة، فإن أي تغييرات في أنشطة المخ والطاقة المستخدمة أثناء مهمة عقلية شاقة تعد دقيقة.

يوافق مكناي على أن أدمغتنا لا تنفق الكثير من الطاقة أثناء المهام الصعبة أكثر من تلك التي تستغرقها في الحالات البسيطة، حيث أن الشخص الذي يقوم بعمل تحدي معرفي لمدة ثماني ساعات سيحرق حوالي 100 سعر حراري أكثر من الشخص الذي يشاهد التلفاز أو يستغرق الوقت في أحلام اليقظة لنفس الفترة الزمنية. ويقول: “إذا كنت تفعل شيئاً حقيقياً يتطلب حواساً متعددة -شيء مثل تعلم العزف على آلة موسيقية -قد يصل إلى 200 [سعر حراري]”. “لكننا نتحدث ثماني ساعات عن تعلم أداة جديدة.”